وكُلَّما قلَّت العِبادةُ ، وانغمسنا في الدُّنيا وشهواتِها ، نقصت أعمارُنا ، وهـذا ما لا نُحِبُّه ولا نرجوه .
فإذا أردتَ أنْ تحِسبَ عُمـركَ ، اجلس وحاسِب نفسَكَ على ما مضى .. : - كم مرَّةٍ تركتُ الصلاةَ مع الجماعة ..؟ - كم مرةٍ فعلتُ المعاصي ، وسترها اللهُ علَىَّ ولم يفضحني أمام خَلْقِهِ ..؟ - كم مرةٍ عققتُ والِدَيَّ ..؟ - كم مرةٍ فعلتُ ذنبًا ، وتُبتُ بعـدها ، وندِمتُ على ما فعلتُ ..؟ - كم مرةٍ خشعتُ في صلاتي ..؟ - ماذا قدَّمتُ للهِ جَلَّ وعلا ..؟ - كم مرةٍ تصدَّقتُ فيها ولم أبخل بمالي ..؟ - كم مرةٍ قرأتُ القُرآنَ ، وتأثَّرتُ بآياتِه ..؟
حاسِب نفسَـكَ _ أخي في اللهِ _ على كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة ؛ على الخيرِ والشَّرِّ ، على الطاعةِ والمعصيةِ ، ثُمَّ اجمع أوقات طاعاتِكَ ، وحينَها ستعرِفُ عُمـركَ الحقيقيَّ ، حينها ستُقرِّرُ الاستمرارَ على ما أنتَ فيه أو الرجوعَ عنه ، ستُقرِّرُ إذا ما كُنتَ تسيرُ في الطريق الصحيح ، أم أنَّكَ ستُغيِّرُ طريقَكَ .
فهـذه دعـوةٌ لنا جميعًا لنبـدأ صفحـةً جديـدةً مُشرِقـةً من حياتنا ، صفحـةً مليئـةً بما يكونُ في موازين حسناتِنا ، صفحـةً بيضاءَ نقِيَّـةً صافيـة .
ولنبـدأ بعـدها في حِساب أعمارِنا ، ولنحـذر التزويرَ في ذلك ، فهو ليس في صالِحنا .