كان يوم شديد البروده من اخر ايام الشتاء عندما عادت ساره من جامعتها واستلقت عل سريرها وفتحت جهاز الحاسوب الخاص بها ودخلت على حسابها الخاص في الفيس بوك لتري ما الجديد على صفحتها الشخصيه
كان اول ما لفت انتباهها طلب الصداقه من غريب لم تمر عن هذا الطلب كعادتها مرور الكرام بل امضت فتره تنظر الي صاحب الصوره وكان تيارا كهربائيا سرى بداخلها وعلى غير عاداتها وافقت على الطلب من غير تردد.
نهضت ساره وذهبت لكي تتناول وجبه الطعام فهي وبحكم معيشتها في سكن الطالبات كان يتوجب عليها ان تعد كل شيء بنفسها اعدت وجبه الطعام ولكنها لم تسطتع ان تتناولها كان فكرها ما زال مشغولابذلك الغريب صاحب الصوره
نهضت ساره مسرعه وذهبت مره اخرى الي حاسوبها واخذت تحدق في صور الغريب واخذت تقلب الصور واحده تلو الاخرى ثم بدات بقرأة التعليقات الموجود على تلك الصور لم يلفت انتباهها ما اسم هذا الغريب ومن هو كل ما لفت انتباهها الكم الهائل من الفتيات الموجوده على صفحته فقامت سريعا بالابتعاد عن صفحته وكان صوتا داخلها يقول لها يكفي هذا اذهبي وادرسي فغدا يوم امتحان قاومت ساره رغبتها بالرجوع والتمعن في صور ذلك الغريب وامسكت كتابها وبدات تحاول ان تقرا شيئا ولكن هيهات ففكرها هناك في تلك الصور ولكنها سارعان ما قاومت رغبتها وقفزت عن سريرها وبدات تدور في الغرفه وهي تقرأ باعلى صوتها فقد كانت هذه طريقتها المفضله في الدراسه بدات تقلب الصفحات وتقرا وتحاول ان تحفظ ما جاء فيها وفي لحظه صرخت ياالهي لم اعرف ما اسم ذلك الغريب فعادت مسرعه الي سريرها واخدت تبحث عن اسمه وصرخت بصوت عالي عمر عمر عمر اسمه عمر ثم عادت مره اخرى الي كتابها ولكنها كانت خائفه من اي ياتي ولا تكون موجوده فقررت ايقاء الجهاز مفتوح حتى تتفقده بين الفينه والاخرى .
عادت ساره لتدور مره اخرى في غرفتها وتقرا بصوتها الملائكي وقد ركزت كل انتباهها في الدراسه , قطع تركيزها صوت صديقتها بيسان وهي تصرخ عليها باعلى صوتها ساره ساره تعالي لكي نشرب القهوه فكلنا مجتمعين اغلقت ساره كتابها وذهبت لتحتسي القهوه مع صديقاتها
هناك على طاوله الطعام حيث كنا الفتيات مجتمعات بدات الضحكات تتعالي وهن يتبادلن الحديث ويسردن القصص والمواقف التى حصلت معهن اليوم ,لم تكن ساره تعي عن ماذا يتكلمن كان ذهنها مشغول بصوره الغريب لا اقصد بصوره عمر وبملامحه العربيه الحاده وبتلك العيون السوداء ولم يقطع تركزيها سوى صوت جائها من احداهن وانتي ماذا فعلت اليوم يا ساره فتنهدت ساره وسارعت بالقول نعم عن ماذا كنتن تتكلمن فعادت الضحكات تدوي في المكان وهي يغمزن الي ماخد عقلك يتهني فاجبتهن على الفور وماذا سياخد عقلي غير امتحان الغد .
انتهت الجلسه المعتاده وعادت كل فتاه الي غرفتها وعادت ساره مره اخرى الي كتابها ولكنها قبل ان تفتح الكتاب ارادت ان ترى ملامح عمر مره اخري وصرخت بصوت عالي ياالهي يا الهي لقد كان هنا كان هنا لو انني لم اذهب لاشرب القهوه لكنت تكلمت معه وجدت ساره رساله من عمره (مرحبا كيفك انا اسمي عمر عمري 26 عام وانتي) ثم رساله اخري (يبدو انك لستي موجوده هنا شكرا لقبول طلب الصداقه نلتقي في المساء ان شاء الله )فبدات ساره بالكتابه على امل ان يكون ما زال موجودا وكتبت (اهلا وسهلا انا ساره 20 عام )(اسفه لم اكون موجوده جانب الجهاز )وانتظرت الرد ولكن لم ياتي فهو لم يكن موجودا .انتظرت ساره بضع دقائق ثم جائها الصوت المعهود يكفي واذهبي للدراسه اغلقت ساره الجهاز وذهبت لكي تدرس ولكنها كانت تريد ان تنهي دراستها مبكرا حتى يتسنى لها ان تبقي امام الجهاز تنتظر عمر.
انهت ساره دراستها مبكره على غير العاده وتسمرت امام الجهاز تنظر ذلك المجهول ,بدات ساره بتفقد الصفحات وكتابة التعليقات على منشورات صديقاتها وبدات بالحديث مع اختها ميس التى كانت موجوده وفجاه قالت ساره لاختها انتظري ساعود بعد قليل كانت قد وصلتها رساله من عمر
(مرحبا بالست ساره ان شاء الله ان تكوني موجوده )
فردت بالحال( اهلا عمر كيف حالك )
عمر:بخير والحمد لله وانت كيف حالك
ساره:انا بخير والحمد لله
عمر:دائما بخير ان شاء الله
ساره :شكرا لك
عمر:ماذا تفعلين في حياتك يا ساره تدرسين ام تعملين
ساره :انا طالبه في السنه الثالثه في كليه الحقوق
عمر:اوووووووووه محاميه اذن انتي
ساره :هههههههههه ان شاء الله وانت ماذا تفعل
عمر:انا منهندس الكترونيات اعمل في شركه
ساره :بالتوفيق ان شاء الله
عمر:لي ولكي ان شاء الله
ودار بينهما حديث طويل استمر قرابه الساعتين وسال كل منهما الاخر عن حياته وعن مكان سكنه وعن اشياء اخري
كان عمر يسكن في مدينه بعيده عن المدينه التى تسكن فيها ساره
واختتم عمر الحديث (تشرفت بمعرفتك يا ساره واتمنى ان نبقي على تواصل فلقد احسست باني اعرفك منذ زمن )
فاجابته ساره (شكرا لك وانا ايضا سررت بمعرفتك ولنا حديث اخر )
وذهب عمر وتذكرت ساره اختها التى قالت لها سوف اعود بعد قليل وبدات تكتب لها رساله اسفه لقد حضرت صديقتي الي الغرفه وواخدنا الكلام ونسيت انك موجوده هنا
فاجابتها ميس لا عليك المهم انتبهي الي دروسك حتى تنتهي من الدراسه وتعودي الينا فلقد اشتقنا لك كثيرا
كانت ساره تدرس في دوله اخرى غير الدوله التى بها اهلها
وانتهت ساره من الحديث واقفلت الجهاز لتذهب الي النوم
استمر الحديث بين ساره وعمر قرابه الشهر كل يوم يتكلمون في موضوع معين عن الحياه وعن العمل وعن الدراسه وكانت ساره في كل يوم تنتطر متى ياتي كي تكلمه وتتحدث معه كانت تحس باحساس غريب عندما تكلمه كانت تشعر بانها تكلم نفسها وبان هذا الغريب قد اصبح جزء من حياتها كانت تحس باحساس غريب اتجاهه لا تعرف هل هو حب او اعجاب ام انبهار ام شي اخر
استمرت المحادثات بين عمر وساره وطلب منها عمر رقم هاتفها ترردت قليلا قبل ان تعطيه الرقم ولكن كانت الرغبه بمحادثته طول الوقت اقوي منها فاعطته الرقم وانتظرته اتصاله وجاء اتصاله اسرع مما تتوقع فما انتهت من كتابة الرقم له حتى كان هاتفها يرن وهو يكتب لها ساره اجيبي هذا انا
وعلى الهاتف دار الحوار
ساره :الو اهلا عمر كيف حالك
عمر:اووووووووه ما هذا الصوت الملائكي
ضحكت ساره وهي تقول شكرا على هذه المجامله
عمر:لا ليست مجامله انا اتكلم بصراحه صوتك اجمل من صوت هديل الحمام في الصباح صوتك ملائكي لامس دقات قلبي
ساره :هل اعتبره غزلا ام مجامله
عمر :انها الحقيقه انت تملكين اجمل صوت على الارض
ضحكت ساره وهي تقول له شكر لك
تنهد عمر واجابها انا لم اسمع اجمل من ضحكتك هذه
ودار بينهما حديث طويل واخبرها بانه يتمنى انا يلتقي بها وجها لوجه وانها اصبحت شيء مهم في حياته
كانت ساره تقاوم رغبتها في ان تقول له وانا اريد ان اراك ايضا انت لا تعلم ماذا فعلت بي منذ المره الاولى التى رئيتك فيها ولكنها فضلت الصمت
وانتهت المكالمه وهو يشجعها على الدراسه وعلى ان تهتم بدراستها ومستقبلها ووعدها بان يحضر حفل تخرجها بشرط ان تحصل على تقدير عالي
اقفلت ساره الهاتف واقفلت الحاسوب وهي لا وزالت تفكر بعمر وكلماته وكيف جاء صوته بحر من العذوبه وكلماته الحان ووضعت راسها على الوساده لكي تنام ولكى صوته كان لازال يطرب اذنيها وتمنت لو انها تنام على اتغام صوته الرنان وذهبت في نوم عميق وهي تسترجع كلماته العذبه
في الصباح افاقت ساره عن صوت هاتفها معلنا عن وصول رساله جديد امسكت بهاتفها وهي ما تزال مغمضه عيونها
رفعت الهاتف وفتحت عيونها لتقرا الرساله فكانت (صباح الخير على احلى ملاك على الارض بتمنى اكون او شخص قال لك صباح الخير )
تنهدت ساره تنهيده طويله عندما رات المرسل عمر
وطار النوم من عينها وقفزت من نومها لتكتب له رساله (صباح الورد )
كنت ساره تستقيظ كل يوم على صوت هاتفها معلنا وصول رساله صباحيه من عمر وتغمض عينها بعد ان تصل الرساله المسائيه
توالت الرسائل والمكالمات بينهم وكانت في كل يوم تشعر بانها اصبحت اقرب واقرب من هذا المجهول الذي دخل حياتها
كانت ساره تقف على امام المراه عندما جائها صوت الهاتف معلنا وصول رساله جديده من عمر ولكنها هذه المره كانت غير الرسائل السابقه
(ساره انا معجب فيك جدا لا استطيع ان اقول اني احبك حتى لا تقولي باني تسرعت ولكن اقول لك بانك اصبحتيى جزء مهم من حياتي وانا اشتاق اليك حتى وانا معك واتمنى ان اراك واقابلك وجها لوجها انتظر الرد )
تلعثمت ساره ولم تعرف ماذا تجيب هي كانت تنتظر تلك اللحظه ولكنها الان خائفه لا تعلم هو خوف ام جبن
ام تخاف الفشل استجمعت ساره قوتها وكتبت له لا اعلم ماذا اكتب لك ولكني انا ايضا اتمنى ان اراك )
ارسل لها عمر رساله وحدد فيها المكان والزمان .