السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة ممو زين طويله جدا ولكنها رائعه
أحببت أن أنقلها لكم ولكني لا أعرف هل هي موجوده بالمنتدى أم لا
كون القصه طويله فأنا لا أدري هل سيكون مرغوب بها من قبل المشرفين أم لا
فـــــ بسم الله أبدأ
الجزيرة الخضراء
حدث ذلك في حوالي عام 1393 م في جزيرة ( بوطان ) المعروفة اليوم باسم - جزيرة ابن عمر - تلك التي تقع على شاطئ دجلة , وتمتد فياتساع شاسع بين الهاب والتلال الخضر الواقعة في شمال العراق .
واسم هذه الجزيرةيتألق في مقدمة ربوع كردستان التي يمتاز معظمها بقسط وافر من جمال الطبيعة وبهائها , اذ ننشعب بين ريض طبيعية بديعة , وينعكس اليها من شائر أطرافها بريق دجلة الذييحف بمعظم جهاتها , كما يزيد في روعة جمالها جبالها الشاهقة في جو السماء , التيتفاخر في علوها العجيب وفتنتها الخضراء معظم جبال العالم , وتنتشر من حولها سرالخلود وآيات الجلال .وانبعثت حوادث هذه القصة من قصر أمير الجزيرة ( الأميرزين الدين ) , حيث كانت بلا الأكراد آنذاك وما بعد ذلك العصر إلى أواسط عهدالعثمانيين منقسمة إلى عدة إمارات , يتولى إدارة كل منها أمير يتمتع بالجدارةوالقوة .ولم يكن الأمير زين الدين ذا كفاءة عاليه فحسب ... بل كان يتمتع إلىذلك بغنى واسع وبمظهر كبير من القوة والسلطان . والغريب أن ذلك لم يكن ليمنعه منامتلاكه العجيب لقلوب أمته , واكتسابه محبة سائر طبقات شعبه , مما أذاع اسمه مقرونابالهيبة والإجلال لا في بوطان وحدها , بل في سائر أنحاء كردستان وإماراتها .ولميكن قصره الذي كان يرى من بعيد كأنه برج هائل , كقصور بقية الأمراء من أمثاله , وإنما كان آية من آيات الفن والإبداع .. كان منتهيا إلى أقصى حد في البذخ المبذوللتصميمه وتشييده وإقامة أبهته ..!ولم تكن في داخله أبهاء وقيعان فاخرة فحسب , وإنما كان يزدان أيضا بمتاحف تضم مختلف العجائب والنوادر , وأنواع المجوهراتالغريبة والفاخرة ..!أما رحابه وشرفاته فكانت تميس بعشرات الغلمان .. وبمثل ذلكمن أجمل الجواري والفتيات ... يجبن في أنحائه , ويضفن على رحابه جوا سحريا يشعبالفتنة والجمال .غير أن الآية الكبرى للجمال في ذلك القصر لم تكن منبعثة عن أيواحدة من تلك اجواري والحسان , وإنما كانت سرا لدرتين شقيقتين غير كل أولئك . خلقهما الله في ذلك القصر ، بل في تلك الجزيرة كلها مثلا أعلى للجمال ، ونموذجاكاملا للفتنة والسحر الإلهي في اسمى مظاهرهما ، وكأنما أبدعتهما يد الخلاق هذاالإبداع العجيب في ذلك القصر الرائع ليؤمن كل فنان بارع ، ومبدع وصانع ، بأن الجمالإنما هو هذا ..! لا رصف الأحجار وفن النقش وصنعة التلميع ، هذه فتنة تبهر القلوبوتسكر الألباب ، وذلك رونق يبرق في الأعين ويزيغ بالأبصار ، وشتان ما بينهما من فرق .ولم تكن هاتان الشقيقتان سوى أختين للأمير زين الدين . كان اسم كبراهما ( ستي ) وكانت بين البياض الناصع والسمرة الفاتنة / قد أفرغ الجمال في كل جارحة من جسمهاعلى حدة ، ثم أفرغ بمقدار ذلك كله على مجموع جسمها وشكلها ، فعادت شيئا أبرع منالسحر وأبلغ من الفتنة .وأما الصغرى واسمها ( زين ) فقد كانت وحدها البرهانالدال على أن اليد الإلهية قادرة على خلق الجمال والفتنة في مظهر أبدع من أختهاوأسمى .كانت هيفاء بضة ذات قوام رائع ، قد ازدهر في بياضها الناصع حمرة اللهب ،ذات عينين دعجاوين أودعهما الله كل آيات الفتك واللطف التي تتسامى على التعبير .ولم تكن شقراء ، غير أن شعرها الاسود الفاحم - وقد أحاط كسحر الليل بوجههاالذي قسمت ملامحه أبدع تقسيم وامتزج فيه عند الشفاه ولهب الوجنتين ببياضه الناصع - كان يثخن الألباب فتكا ويغمر العقل سكرا .وكانت لها الى ذلك كله رقة عجيبة فيروحها ، وخفة متناهية في دمها . فكانت في مجموعها خلاصة لأروع أمثلة المال والخفةواللطف .وعلى الرغم من أن هاتين الغادتين كانتا لؤلوتين محجوزتين في صدفة ذلكالقصر عن معظم الأبصار ، فقد كان اسماهما ذائعين منتسرين في سائر أطراف الجزيرة بلفي كثير من بلاد كردستان ، يتخذون من شهرتهما المقياس الأعلى والمثل الكامل للجمال .وقد كان من الغريب في الواقع أن تخلق تلك الفاتنتان في قصر أمير بوطان لتصبحاأجمل زهرتين تحبسان في رحابه عن الأنظار ، لولا أن الشعب الكردي عامة وأولي الزعامةفيهم خاصة غرست في طبيعتهم غيرة ملتهبة لا تكاد تفارق جوانحهم ، مما يجعلهم يتحرجونمن اختلاط الجنسين ألا بمقدار ... هذا ألى أن شقيقهما الأمير كان قد أوتي مزيدا منهذه الغيرة بين جانبيه ، وزادها ما كانت تتمتع به اختاه من ذلك الجمال النادر الذيأبى إلا أن يذيع اسميهما في الجزيرة كلها وفي معظم البلاد الاخرى .. ولذلك فقد كانمن العسير جدا أن يكون لعشاق ذلك القصر الكثيرين نصيب منه غير السماع ... وتسقطالأخبار